نظرات حول مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
قال السائل : ما رأيكم بما يسمى الآن بالإعجاز العلمي للقرآن ، وهل يدخل تحت علوم القرآن ؟
الجواب : إن هذه المسألة تعتبر من المسائل التي حدثت في هذا العصر ، والموضوع أكبر من أن يجاب عنه في مثل هذا الموضع ، لكن أستعين بالله ، وأذكر من ما يفتح الله به علي .
1ـ إنَّ هذا الموضوع يدخل تحت التفسير بالرأي ، فإذا كان المفسر به ممن تأهل وعَلِمَ ، كان تفسيره محموداً ، وإن لم يكن من أهل العلم فإن تفسيره مذموم ، وإن كان قد يصل إلى بعض الحق.[/size]
2ـ إن الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبي ، وهو فرع منه ، إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن ، ثم علمه المعاصرون .
وإذا تحقق ذلك ، فليعلم أن هذا النوع من الإعجاز ليس مما يختص به القرآن وحده ، بل هو موجود في كل كتب الله السابقة لأن الإخبار في هذه الكتب عن الحقائق الكونية لا يكمن أن يختلف البتة.
وعدم وجود ما يطابق علم القرآن في كتبهم التي بين أيديهم إنما هو لتحريفهم لها ، فلينتبه لذلك.
ومن باب إيضاح هذه المسألة بالذات ، يقال : إنَّ كتب الله السابقة توافق القرآن في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة ما عدا ما وقع به التحدي ، إذ لم يرد نص صريح يدل على أنه قد تحدى الأقوام الذين نزل عليهم كتب ، كما هو الحال بالنسبة للقرآن .
3 ـ إن قصارى الأمر في مسألة الإعجاز العلمي أن الحقيقة الكونية التي خلقها الله ، وافقت الحقيقة القرآنية التي تكلم بها الله ، وهذا هو الأصل ، لأن المتكلم عن الحقيقة الكونية المخبر بها هو خالقها ، فلا يمكن أن يختلفا البتة.
وكل ما في الأمر أن هذه الحقيقة الكونية كانت غائبة من جهة تفاصيلها عن السابقين ، فمنّّ الله على اللاحقين بمعرفة هذه التفاصيل ، فكشفوا عنها ، وأثبتوا حقيقة ما جاء في القرآن من صدق ، فكان اكتشاف ذلك من دلائل صدق القرآن الذي أخبر عنها بدقة بالغة لم تظهر تفاصيلها إلا في هذا العصر الذي نبغ فيه سوق البحث التجريبي الذي صارت دولته إلى الكفار دون المسلمين ، فصاروا إذا ما اكتشفوا أمراً جديداً عليهم سارع المعتنون بالإعجاز العلمي لإثبات وجوده في نصوص القرآن.