استضاف منتدى الأحد الثقافي الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام، مساء أمس الأول، الدكتور إياد عبدالمجيد في محاضرة بعنوان “جماليات النص الشعري”، حضر الأمسية محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، وأدارتها الإعلامية عائشة الرويمة التي قالت إن المحاضر يعمل أستاذاً جامعياً وباحثاً في مجال اللغويات، وناقداً أدبياً له العديد من البحوث والكتب المنشورة .
د . عبدالمجيد مهد لحديثه بتعريف للجمال من المنظور الفلسفي ليصل إلى أن الجمال الشعري هو التناسب بين الشكل والمضمون، بحيث تكون الألفاظ والأسلوب والصورة الشعرية والإيقاع متآلفة ومتساوقة تتآزر جميعاً لتأليف دلالة واحدة .
وتوقف عند مقولة للناقد السعودي عبدالله الغذامي وهي “إن للشعر نخوة تجعل القصيدة غيورة كأشد النساء غيرة لا تسلم نفسها إلا لمن أحبها”، وعلق د . عبدالمجيد على هذا الرأي بالقول إن الشعر لا يكون جميلاً إلا إذا توفرت لصاحبه الموهبة الخلاقة التي تجعله يغوص على معادن الجمال اللغوي والتصويري ويستخرجها ناصعة جلية، ويقدمها برهافة المصور الذي تكون طيعة بيده، تنقاد له من دون عناء .
وأضاف “أن الجمال الفني يتفاوت من شاعر إلى آخر بحسب درجات الموهبة والدربة، ودرجات التحصيل والخبرة الشعرية، فكلما كانت العناصر الشكلية متكاملة ومتوازنة مع رؤية الشاعر كلما ارتقى في درجات الجمال، وكلما ضعف أحد تلك العناصر نقص ذلك من جمال ما يقدمه” .
وتحدث عبدالمجيد عن جمالية النص بين الشاعر والمتلقي، فأكد أن الدراسات النقدية الحديثة تعتبر أن جمال النص لا يرتبط بالكاتب وحده، بل إن القارئ أصبح له دور كبير في صناعة تلك الجمالية عن طريق ما يكتشف في النص من دلالات وما يستخرجه من رؤى قد لا تكون دارت في خلد المؤلف عندما أنتجه، فعملية التلقي والقراءة أصبحت فاعلة في النص الأدبي، كما توقف أيضاً عند عتبات النص، ومن أهمها العنوان الذي رأى أنه هو باب النص والكلمة المفتاح التي تشير إلى الدلالة الكلية التي يريد الكاتب أن يتركها في ذهن قارئه، وهو الوسيلة التي تقودنا إلى أعماق النص، ولذلك أصبح الشعراء يعتنون كثيراً بصياغة العنوان لأنه هو أول ما يقرؤه القارئ، وينبغي أن يحمل له استفزازاً ويحرك سواكنه، ويغريه بالقراءة .
وتوقف د . عبدالمجيد عند لغة النص وطرق اختيار الألفاظ وتأليفها، والأساليب التي ينبغي أن يتبعها الكاتب في كل المواقف وفي توصيل المشاعر إلى القارئ، وكذلك أشار إلى الصورة الشعرية وما تحمله من جمال التصوير .