ابن البصرة
عدد الرسائل : 6 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 13/11/2008
| موضوع: ابيات من شعر ابو الطيب المتنبى السبت 6 ديسمبر 2008 - 23:31 | |
| هذه احدى القصائد لأبو الطيب المتنبي التي تضم بين أبياتها الحكمة والفخر والروعه...
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا ... وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى
وأَن يُكــذبَ الإِرجـافَ عنـهُ بِضِـدّهِ ...ويُمسِــي بِمـا تَنـوِي أَعادِيـهِ أَسـعَدا
ورُبَّ مُرِيــدٍ ضَــرَّهُ ضَــرَّ نَفسَـهُ ... وَهـادٍ إليـهِ الجَـيشَ أَهـدَى وما هَدَى
ومُســتَكبِرٍ لـم يَعـرِفِ اللـه سـاعةً ... رأى سَــيفَهُ فــي كَفِّــهِ فتَشَــهَّدا
هُـوَ البَحـرُ غُـصْ فيـهِ إِذا كانَ ساكِناً ... عـلى الـدُرِّ واحـذَرهُ إِذا كـانَ مُزبـدا
فــإِنّي رأَيـتُ البحـرَ يَعـثُرُ بِـالفَتَى .... وهــذا الـذي يَـأتِي الفَتَـى مُتَعمِّـدا
تَظَــلّ مُلــوكُ الأَرض خاشِـعةً لَـهُ ....تُفارِقُــهُ هَلكَــى وتَلقــاهُ سُــجَّدا
وتُحـيِي لَـهُ المـالَ الصَّـوارِمُ والقَنـا .... ويَقتُــلُ مـا تُحـيِي التَّبَسُّـمُ والجَـدا
ذكـــيٌّ تظنِّيــهِ طَليعــةُ عينــهِ ....يـرى قلبُـه فـي يَومـه مـا تَرَى غدا
وصُــولٌ إلـى المُسـتصعباتِ بخيلـهِ ... فلـو كـانَ َرْنُ الشَّـمس مـاءً لأَورَدا
لِــذلك سَـمَّى ابـن الدُّمُسـتُقِ يَومـهُ ... مَماتــاً وسَــمَّاهُ الدُّمُســتُق مَولِـدا
سَـرَيْتَ إلـى جَيحـانَ مـن أَرض آمِدٍ .... ثَلاثــا لَقــد أَدنـاك رَكـضٌ وأَبعَـدا
فــولّى وأعطــاكَ ابنَــهُ وجُيُوشـهُ .... جَميعــاً ولـم يُعـطِ الجَـمِيعَ ليُحـمَدا
عَــرضتَ لـهُ دُونَ الحَيـاةِ وطَرِفـهِ ....وأَبصَــرَ سَـيفَ اللـه مِنـكَ مُجـرَّدا
وَمــا طَلَبَــت زُرقُ الأَسِـنَّةِ غَـيرَهُ ....ولكِــنّ قُسـطَنطينَ كـانَ لـهُ الفِـدَى
فــأَصبَحَ يَجتــابُ المُسُـوحَ مَخافـةً ... وقـد كـانَ يَجتـابُ الـدِلاصَ المُسرَّدا
ويَمشِـي بِـهِ العُكّـازُ فـي الدَيـرِ تائِباً .... وَمـا كـانَ يَـرضى مَشْـي أَشقَرَ أَجرَدا
وَمـا تـابَ حـتى غـادَرَ الكَـرُّ وَجهَهُ ....جَرِيحـاً وخـلَّى جَفنَـهُ النَّقْـعُ أَرمَـدا
فلَـوْ كـانَ يُنجِـي مـن عَـلِيٍّ تَـرهُّبٌ...تــرَهَّبتِ الأمــلاكُ مَثنَـى ومَوحَـدا
وكـل امـرِئ فـي الشَرق والغَربِ بَعْدَه... يُعِــدُّ لـهُ ثَوبـاً مـنَ الشـعْرِ أسـوَدا
هنِيئـاً لـكَ العيـدُ الّـذي أنـت عِيـدُهُ ... وعِيـدٌ لِمَـنْ سَـمَّى وضَحَّـى وعَيَّـدا
وَلا زالــتِ الأعيــاد لُبسَــكَ بَعـدَهُ .... تُســلِّمُ مَخرُوقــاً وتُعطَــى مُجـدَّدا
فـذا اليـوم فـي الأيام مِثلُكَ في الوَرَى .... كمـا كُـنتَ فيهِـم أَوحَـداً كـان أَوحَدا
هـوَ الجَـدُّ حـتى تَفضُـلُ العَينُ أُختَها.....وحَــتَّى يَكُـونُ اليـومُ لِليَـومِ سـيِّدا
فيــا عَجَبًـا مـن دائِـلٍ أنـتَ سَـيفُهُ .... أَمــا يَتَــوَقّى شَــفْرَتَي مـا تَقلَّـدا
ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَه ..... تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا
رَأَيتُـكَ مَحـضَ الحِـلمِ في مَحْضِ قُدرةٍ .... ولَـو شـئتَ كـانَ الحِـلمُ مِنـكَ المُهنَّدا
ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ ... ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا
إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ..... وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا
ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى... مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى
ولكــن تَفُـوقُ النـاسَ رَأيـاً وحِكمـةً ..... كمــا فُقْتَهــم حـالاً ونَفسـا ومَحـتِدا
يَـدِقُّ عَـلَى الأَفْكـارِ مَـا أَنْـتَ فاعلٌ .... فيُـترَكُ مـا يَخـفى ويُؤخـذُ مـا بَـدا
أَزِلْ حَسَــدَ الحُسَّــاد عَنِّـي بِكَـبتهِم .... فــأَنتَ الَّـذي صـيّرتَهُم لـي حُسَّـدا
إذا شَــدّ زَنـدي حُسـنُ رَأيـكَ فِيهِـمِ ....ضـربتُ بسـيفٍ يَقطَـعُ الهـامَ مُغمَـدا
وَمــا أَنــا إِلا ســمهَريٌّ حَمَلْتَــهُ ..... فـــزَيَّنَ مَعرُوضــاً وراعَ مُسَــدَّدا
وَمــا الدَّهـر إِلا مـن رُواةِ قَصـائِدي ..... إِذا قُلـتُ شِـعراً أَصبَـحَ الدَّهـرُ مُنشِدا
فَســارَ بِــهِ مَـن لا يَسِـيرُ مُشـمِّراً..... وغَنَّــى بِــهِ مَـن لا يُغنّـي مُغـرِّدا
أَجِــزْني إِذا أُنشِــدتَ شِـعراً فإنّمـا .... بِشِــعري أَتــاكَ المـادِحُونَ مُـردَّدا
ودَعْ كُـلَّ صَـوتٍ غَـيرَ صَوتي فإنني ..... أَنـا الطَّـائِرُ المَحـكِيُّ والآخَـرُ الصَدَى
تـرَكتُ السُـرَى خـلفي لمَـن قَلَّ مالُهُ .... وأَنعَلْــتُ أَفراسـي بنُعمـاكَ عَسـجَدا
وقيَّــدت نَفســي فـي ذَراكَ مَحبـةً ... ومَــن وجَــدَ الإِحسـانَ قَيـدا تَقيـدا
إِذا ســأَلَ الإنســان أَيّامَــه الغِنَـى .... وكُــنتَ عـلى بُعـدٍ جَـعَلنَكَ مَوعِـدا
هذي من طيبات أبو الطيب المتنبي...
ذِكَـــرُ الصِبَــى ومَــراتَعِ الآرامِ .........جَـلَبَتْ حِمـامِي قَبـلَ وَقـتِ حِمـامي
دِمَــن تَكـاثَرَتِ الهُمُـومُ عَـلَيَّ فـي ........عَرَصاتِهـــا كتَكـــاثُرِ اللُـــوَّامِ
وكــأَنَّ كُــلَّ سَــحابةٍ وَقَفَـتْ بِهـا.............تَبْكِــي بِعَيْنَــيْ عُـروةَ بْـنِ حِـزامِ
ولَطالَمــا أَفنَيْــتُ رِيــقَ كَعابِهــا ..........فِيهــا وأَفنَــتْ بِالعِتــابِ كَــلامي
قــد كُــنْتَ تَهـزأُ بِـالفِراقِ مَجانـةً......... وتَجُـــرُّ ذَيْــلَيْ شِــرَّةٍ وعُــرامِ
لَيْسَ القِبــابُ عـلى الرِكـابِ وإِنَّمـا..........هُــنّ الحَيــاةُ تَرَحَّــلَتْ بِسَــلامِ
لَيـتَ الـذي خَـلَقَ النَوَى جَعَلَ الحَصَى....... لِخِفـــافِهِنَّ مَفــاصِلي وعِظــامي
مُتَلاحِــظَينِ نَسُــحُّ مــاءَ شُـؤُونِنا.............حَــذَراً مِـنَ الرُقَبـاءِ فـي الأكمـامِ
أرواحُنــا انهَمَلَــتْ وعِشـنا بَعدَهـا..........مِـن بَعـدِ مـا قَطَـرَتْ عـلى الأقـدامِ
لَـو كُـنَّ يَـومَ جَـرَيْنَ كُـنَّ كصَبِرنـا..........عِنــدَ الرَحِــيلِ لَكُـنّ غَـيرَ سِـجامِ
لـم يَـترُكوا لـي صاحِبـاً إلا الأسَـى .........وَذَمِيـــلَ ذِعلِبــةٍ كفَحــلِ نَعــامِ
وتَعَــذُّرُ الأحــرارِ صَـيَّرَ ظَهرَهـا...........إلا إلَيــكَ عَــلَيَّ ظَهــرَ حَــرامِ
أَنــتَ الغَرِيبــةُ فـي زمـانٍ أهلُـهُ........... وُلِــدَتْ مَكــارِمُهُم لِغَــيرِ تَمــامِ
أكـثَرتَ مِـن بَـذْلِ النَـوالِ ولـم تَزَلْ ........عَلَمــاً عَــلَى الإفضــالِ والإنعـامِ
صَغَّـرتَ كُـلَّ كَبِـيرةٍ وكَـبُرتَ عـن .........لَكأنَّـــهُ وَعَــدَدتَ سِــنَّ غُــلامِ
ورَفَلــتَ فــي حُـلَلِ الثَنـاءِ وِإنَّمـا...........عَـــدَمُ الثَنــاءِ نِهايــةُ الإِعــدامِ
عَيـبٌ عَلَيـكَ تُـرَى بِسَيفٍ في الوَغى........مــا يَصنَـعُ الصَمصـامُ باِلصَمصـامِ
إنْ كــانَ مِثلُـكَ كـانَ أو هُـوَ كـائِنٌ.......... فَــبَرِئتُ حِــئنَئِذٍ مِــنَ الإِســلامِ
مَلِـــكٌ زُهَــتْ بِمَكانِــهِ أَيَّامُــهُ ............حَــتَّى افتَخَــرنَ بِـهِ عـلى الأيَّـامِ
وتَخالُــهُ سَـلَبَ الـوَرَى مـن حِلمِـه.......... أحـــلامَهُم فَهُـــمُ بِــلا أحــلامِ
وإذا امتَحَــنتَ تَكَشَّــفَتْ عَزَماتُــهُ ........عــن أوحَــدِيِّ النَقــضِ والإِبـرامِ
وإذِا سَــأَلْتَ بَنانَــهُ عــن نَيلِــهِ .......... لــم يَــرضَ بِالدُنيـا قَضـاءَ ذِمـامِ
مَهــلاً أَلا للــه مــا صَنَـعَ القَنـا.......... فــي عَمـرِو حـابِ وضَبَّـةَ الأغتـامِ
لَمَّـــا تَحــكَّمَتِ الأَسِــنَّة فِيهِــمِ ........جـارَتْ وهُـنَّ يَجُـرنَ فـي الأحكـامِ
فَــتَرَكْتَهُمْ خَــلَلَ البُيُــوتِ كأَنَّمــا........غَضِبَــتْ رُؤوسُـهُمُ عـلى الأجسـامِ
أَحجــارُ نـاسٍ فـوقَ أرضٍ مِـن دَمٍ ....... ونُجــومُ بَيــضٍ فـي سَـماءِ قَتـامِ
وذِراعُ كُــلِّ أبِــي فُــلانٍ كُنيــةً ..........حــالَتْ فَصاحِبُهــا أَبُــو الأيتــامِ
عَهــدِي بِمَعرَكــةِ الأمِــيرِ وخَيلُـهُ ........ فــي النَقـعِ مُحجِمـةٌ عَـنِ الإحجـامِ
صَــلَّى الإلــهُ عَلَيـكَ غَـيرَ مُـودَّعٍ ........ وسَـقَى ثَـرَى أبَـوَيكَ صَـوبَ غَمـامِ
وكَســاكَ ثَــوبَ مَهابـةٍ مِـن عِنـدِهِ ...........وأراكَ وَجـــهَ شَـــقِيقِكَ القَمْقــامِ
فلَقــد رَمَــى بَلَــدَ العَـدُوِّ بِنَفسِـهِ ..........فــي رَوقِ أرعَــنَ كــالغِطَمِّ لُهـامِ
قَـــومٌ تَفَرَّسَــتِ المنَايــا فِيكُــمُ ..........فـرَأتْ لكُـمْ فـي الحَـرْبِ صَبرَ كِرامِ
تَاللــه مــا عَلِــمَ امــرُؤٌ لَـولاكُمُ ..........كَـيفَ السَـخاءُ وكَـيفَ ضَـربُ الهامِ | |
|
احلام العصافير
عدد الرسائل : 33 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: ابيات من شعر ابو الطيب المتنبى السبت 13 ديسمبر 2008 - 19:59 | |
| شكرا ابن البصرة نريد المزيد | |
|