نائب المدير - رفد نائب المدير ومشرف
عدد الرسائل : 808 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 02/02/2008
| موضوع: الكلمة واخواتها الجزء الحادي عشر الدكتور احمد الكبيسي الخميس 2 أكتوبر 2008 - 14:32 | |
| منظومة التفوّق الرابح – المفلح – الفائز – القادر – المنتصر – الظافر – القاهر – الغالب - السابق الكلمات التي تشير إلى تفوق الإنسان في حالة كما إستقصيتها في كتاب الله عز وجل هي الرابح، المفلح، الفائز، القادر، المنتصر، الظافر، القاهر، الغالب، السابق. أصناف من التفوق الإنساني في كتاب الله عز وجل وكل كلمة ترسم زاوية خاصة لا ترسمها الكلمة الأخرى.
الربح: .التفوق في الكسب المالي عن طريق التجارة. كل تفوق على الآخرين عن طريق التجارة يسمى ربحاً (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) البقرة).
المفلح: التفوق في أداء واجب شاق حاول مجموعة من الناس أن يفعلوه مثلاً وإستطاع بعضهم وفشل بعضهم فيقال أفلح. مثل سباق المانش مثلاً المئات يدخلون السابق وواحد فقط أو بعضهم يعبرون المانش. (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) مجموعة صفات أدّوها جميعاً وهذا قطعاً عمل شاق ولهذا شق الأرض يسمى فلح. الفلاحة من أشق المهن على الأرض في القوة والجلد والصبر والفلاّح من هذا الإشتقاق إنه أدّى واجباً شاقاً بينما فشل غيره فيه (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) المؤمنون) كم واحد من المسلمين اليوم أفلح في هذه المجموعة من صفات المؤمنين كما ذكرت في سورة المؤمنون؟ نجدهم قِلّة فهؤلاء مفلحون.
الفوز: إذا أفلح الإنسان في أي عمل ثم حصل من هذا الفلاح على خير كثير متفوق لم يحصل عليه الآخرون يسمى فوزاً. (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران) ويقال أفلح في السباق وفاز بالجائزة. الفوز خير كثير لا نظير له يأخذه الناس لأنهم قاموا بأعمال لم يستطع غيرهم أن يفعلها. وهناك فوز كبير وفوز عظيم وفوز مبين. الفوز الكبير يُعدّ له إحتفال مثل العيد الكبير عند وقفة الحجاج بعرفة فهذا يوم مشهود وكذلك الفوز الكبير يوم القيامة وحتى في الدنيا مثل توزيع الجوائز على ملأ عظيم في إحتفال عظيم. الفوز العظيم من حيث الكمّ قيمة هذا الفوز، مكافأته عظيمة من حيث الكمّ: مبلغ من المال، كأس ذهبية، منصب أو غيره. الفوز المبين لا يختلف فيه إثنان ولا يتنازع فيه إثنان فالذي فاز بالسباق فأخذ الجائزة التي من حقه لا أحد يعترض عليه ولا أحد يسأل لم أخذ الجائزة؟ الفوز أثر من آثار الفلاح.
القادر: التفوق في الطاقة الذاتية والتفوق هذا نوعان: نوع مطلق إذا كان لله تعالى (قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام) ونوع محدود غير مطلق للمخلوق يقال فلان قادر على ركوب الخيل أي عنده قدرة ذاتية متفوقة جداً في شيء محدد فلا تقول فلان قادر وتسكت وإنما يجب أن تحدد قادر على كذا. سباق القدرة مثلاً وهو سباق الخيل يبقى المتاشبق على ظهر الخيل مدة أربع وعشرين ساعة. اما الله تعالى فله قدرة مطلقة.
النصر: التفوق على الخصم بالقوة والإسناد وكل منتصر هناك من يسنده ناهيك عن الإسناد الإلهي. حتى في الحياة عندما تنتصر على خصمك هناك من أسندك. النصر هو المعونة وعلى الخصم عندك قوة لكن هناك من أيّدك وتحالف معك فهاذ يسمى نصراً.
الظفر: هذا النصر إذا كان موجعاً جداً للعدو يسمى ظفراً (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) الفتح) مثلاً جيشان تحاربا والنصر هدفه إخراج العدو من أرض المعركة فإذا كان الجيش المنتصر نشب أظفاره في العدو يسمى ظفر كما فعل اليهود بالجيوش العربية في عام 1967 عندما أنشبوا أظفارهم بالجيوش العربية. الظفر كأنهم أنشبوا أظفارهم كما قال الشاعر:وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع القهر: إذا كان العدو الذي إنقلب إلى ظفر بعد ذلك إسترقيت المنهزمين وإستوليت على إرادتهم بالكامل يسمى قهراً (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف) بحيث لا يعود لديهم إرادة ولا حول.
الغالب: إذا لم يتم هذا بالسلاح وإنما بالخداع والمؤامرة والمناورة يسمى غلب (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) الروم). لم يقل هزمت الروم ولم يقل سينصرون وإنما قال سيغلبون لأن الأوروبيون معرفون بأنهم ماكرون مكراً يفوق في قوته قوة السلاح كما فعلوا في العراق بتدبير هائل أقنعوا العالم بصحة ما قالوه عن إمتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وجاءوا إلى العراق فهذا يسمى غلبة. وهناك فرق بين الإنتصار (تفوق مع إسناد آخر علناً وهذا فيه فروسية) وبين الغلبة التي فيها مكر وخدعة ولذا قالوا الحرب خدعة. (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) الصافات) الذين نرسلهم مرسلين مثل إبراهيم ونوح وموسى وغيرهم أخبرناهم أنهم منصورون أن الله تعالى سينصرهم (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف) من عند الله إسناد. (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) الجراد والقُمّل والضفادع والدم جنود الله تنتصر بالمراودة. (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) الأحقاف) جاءتهم غيمة ففرحوا وظنوا أنها خير فإذا هي عذاب هذا تدبير ومكر وحسن دهاء. كل من ينتصر على خصمه بالدهاء يسمى غلبة فإذا أنشبت أظافرك فيه يسمى ظفراً فإذا إستعنت عليه بمعين يسمى نصراً وإذا إسترقيّته يسمى قهراً. . | |
|
عراقية مشرفة متميزة
عدد الرسائل : 752 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 07/09/2008
| موضوع: رد: الكلمة واخواتها الجزء الحادي عشر الدكتور احمد الكبيسي الخميس 2 أكتوبر 2008 - 17:30 | |
| بارك الله بيك جزاك الله خير الجزاء | |
|