وَهَبَ فعل ماض ، يهب فعل مضارع ، هَبْ فعل أمر ، معقول أن إنساناً يأمر الله عز وجل ، علماء البلاغة قالوا ، الأمر إذا كان من أدنى إلى أعلى فهو دعاء . وإذا كان من مساوٍ إلى مساوٍ هذا التماس . الهبة عبارة عن التمليك بغير عوض ، والوهاب صيغة مبالغة من وهب .
قال بعض العلماء : " الوهاب من يكون جزيل العطاء والنوال ، كثير المن والأفضال " ، طبعاً المن هو العطاء . والوهاب من يعطيك بلا وسيله وينعم عليك بلا سبب ولا حيلة. والوهاب هو الذي يعطي بلا عوض ويميت بلا غرض . نحن عبيد لله عز وجل ، وكل ما نحن فيه فضل من الله عز وجل فيجب أن تعلم علم اليقين أن كل نعمة أصبحتَ بها فمن الله ، و الشكر ثلاث مراتب ، أول مرتبة أن تعلم أن هذه النعمة من الله هذا أحد أنواع الشكر ، وأن يمتلئ قلبك حمداً لله هذا نوع آخر ، وأن تنطلق لخدمة العباد وهذا أرقى أنواع الشكر.
يعني ياعبدي إذا استقمت على أمري وخدمت عبادي ودللتهم عليَّ وراعيتهم ونصحتهم وعاونتهم وتكرمت عليهم ، فقد أحسنت لعبادي هل أنساك من إحساني ، هل جزاء إحسانك يا عبدي إلا أن أُحسن إليك ؟! الله شكور .
إذا وهبك إنسان شيئاً فمن هو الواهب الحقيقي ، فمن ألقى في قلبه أعطِ فلاناً ؟ الله عز وجل ,لا تظن أن إنساناً يعطي شيئاً إلا والله عز وجل ألقى في قلبه الدافع .