عمار بن ياسر : هو أبو اليقظان عمار بن ياسر ، مولى أو حليف بني مخزوم ، كان هو وأبوه وأمه سمية وأخوه من السابقين إلى الإسلام ، وقد احتملوا الصدمة الأولى ، وعذبوا عذابا " أليما " بأيدي السفهاء من قريش ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر بالأبطح ، وهم يعذبون في رمضاء مكة ، فيقول صبرا " آل ياسر ، موعدكم الجنة .
هذا وكان عمار محاطا " بهالة من الأحاديث النبوية الشريفة التي ترفع من شأنه ، وتعوضه عن العذاب الذي لقيه في سبيل الله ، وتجعله من عظماء المسلمين ، روى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار ، وذاك دأب الأشقياء الفجار ( 2 ) .
وروى البخاري في صحيحه بسنده عن عكرمة ، أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله : إئتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه ، فأتيناه ، وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه ، فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس ، فقال : كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة ، وكان عمار ( 3 ) ينقل لبنتين لبنتين ، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسح عن رأسه
|
* هامش * |
|
|
( 2 ) فضائل الصحابة 2 / 858 ، كنز العمال 11 / 724 . ( 3 ) هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب المذحجي ثم العنسي ، وكان أبوه ياسر قدم مكة هو وأخوان له هما الحارث ومالك في طلب أخ لهما رابع ، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن ، وبقي ياسر ، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي ، وتزوج أمته سمية ، فولدت له عمارا " فأعتقه أبو حذيفة ، وصار عمار مولى لبني مخزوم ، فهو عرني قحطاني مذحجي من عنس ( ابن الأثير : أسد الغابة 4 / 129 - 130 ) ، وأما أهم مصادر ترجمة عمار فهي ( الإصابة 2 / 512 - 513 ، الإستيعاب 2 / 476 - 481 ، أسد الغابة 4 / 129 - 135 ، طبقات => |
|
|