المدير Admin
عدد الرسائل : 1965 تاريخ التسجيل : 22/01/2008
| موضوع: اخلاقيات الرسول الكريم ..بقلم الاستاذ هاشم كاطع السبت 31 مايو 2008 - 11:53 | |
| أخلاقيات التعامل مع البيئة فى الإسلام محمد علية الصلاة والسلام " رائد البيئه " كان محمد عليه الصلاة والسلام فى نظرته للبيئه سابقاً لعصره فى مجال المحافظة عليها والتطور الرشيد والإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية وكان فى هديه وأخلاقه التوازن المتناسق بين الإنسان والطبيعة فكانت أفعاله وأحاديثه تؤكد إحترامة العميق لجميع الكائنات الحيه وصلته الحميمه بعناصرالطبيعه الأربعة: ( التراب – الماء – النار – الهواء ) فهو خير الدعاه للإستخدام الرشيد للأرض والماء واستثمارها وكان قدوة فى المعامله الكريمة للحيوانات والنباتات والطيور وخير دليل على ذلك الحديث النبوي الشريف " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " وهذا يؤكد لنا إعجازالرسول الكريم فى حداثة رؤيته للبيئة حتى تبدو هذه الآحاديث و كـأنها مناقشات وحلول عصريه للتحديات والآزمات البيئية التى يمر بها عصرنا والخلل الحادث فى النظم البيئية الربانية المتكاملة وهذا ماسيتبين لنا من المبادىء التى أرساها رسول الله صلى الله علية وسلم فى التعامل مع البيئة بكافة عناصرها الطبيعيه وماعليها من منشآت ومابها من كائنات . المفهوم الشامل والمترابط للبيئة : - هناك صلة أساسية وإرتباط وثيق ومتبادل بين عناصر الطبيعة والإنسان إنطلاقاً من مبدا الإيمان بالله حيث أن إساءة إستخدام الإنسان لأي عنصر من عناصر الطبيعة أو استنزافه استنزافاً فإن العالم الطبيعى برمته سوف يضار أضراراً مباشرة وهذا هوالمبدأ الرئيسي فى هدى الرسول وفى جميع أقواله وأفعاله التى تقوم على تعاليم القرآن ومفاهيم الوحدانية وخلافه البشر والثقة فى الإنسان . التوحيد هو أساس العقيدة والدعوه الإسلامية : -أساس الدين وجود خالق واحد للكون دبره ونظمه بحكمه وإقتدار وأن الإنسان مستخلف فيه ومسئول أمام الله عن أعماله.لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة/ 120) . ومن هنا تأتى روعة ورحمة الدعوة الإسلامية التى حرمت الإساءة إلى أى مخلوق من مخلوفات الله سواء أكان كائن حى أو مصدر من مصادر الطبيعة . ومن هنا فإن الإنسان يجازى بالذنب فى حاله هذه الإساءة وأن جميع المخلوقات من حيوانات أوالأرض والغابات وينابيع المياه لها حقوق متساوية أمام الله سبحانه وتعالى يجب إحترامها . دور الإنسان فى الإسلام تجاه البيئية : - مفهوم الخلافه البشرية فى الأرض أى بمفهومنا العصرى التنمية المستدامة يستمد فى الإسلام من الثقة فى الإنسان النابعة من مبدأ الوحدانيه إذا يتمتع الإنسان بوضع متميز بين مخلوقات الله على الأرض إذا صطفاه الله ليكون خليفة فيها وينهض بمسئولية العنايه بغيره من مخلوقات هذا الكوكب ومن هنا يأتى الإلتزام الدينى والأخلاقى وواجب كل فرد فينا ووجه تميزه ومحل الثقه به . وكذلك يدعو الإنسان إلى التواضع وينهى عن الكبر منبها إياه بأنه مسئول عن سائر المخلوقات المسخرة له وليس أفضل منها مصداقا لقوله تعالى وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (الأنعام/ 38). ويتضح ذلك فى النظم البيئيه والعلاقات الغذائيه مثل السلاسل الغذائيه والهرم الغذائى الذى يربط الكائنات الحيه ببعضها البعض ويختل النظام البيئي عند حدوث أى خلل فى عناصر الهرم الغذائى جميع المخلوقات ملك لله وليس للبشر فالإنسان يؤتمن على حسن إستخدام الموارد الطبيعية سواء حيوانات أو نباتات أو مياه أو أرض ( أحدث مفاهيم التنمية المستدامة فى العصر الحديث ) كما يتبين ذلك بوضوح فى دعوه محمد عليه الصلاة والسلام إلى تحسين الطبيعه وعمارة الأرض حتى لو لم يستفيد البشر فيها فى حديثه اذا قامت الساعه وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها كما أن رسول الله عليه الصلاه والسلام دعى الى التشارك فى الموارد الطبيعيه حيث أن هذا أساس الكون بدلاً من الحرب الناشئة على الموارد (الماء والطاقة والغذاء) فى حديثة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ" حيث أن الاسلام يعد حرمان العطشان من الماء إثما يعاقَب عليهً حتى لوكان كلب أو قطة ، كما يتضح ذلك فى حديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً : مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ مَنْعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ومن هنا يتبين هدى الرسول فى الحفاظ على الموارد الطبيعيه اللازمة لضمان البقاء والتنمية ورحمته بكافة الكائنات دليل على خُلق المسلم وتواضعه وحسن تعامله مع كل مكونات البيئه المحيطة به . | |
|