منتدى الخصيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يهتم بالعلوم والتكنلوجيا والحاسوب والأدب والرياضة والفنون ونبض الشباب الواعي والمرأة
 
الرئيسيةالمواضيع المتميأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
»  صورة المادة في الفيزياء الحديثة- كتاب للتحميل
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2013 - 6:25 من طرف المدير

» الاوزون - تعال معي لكي نتعرف اكثر
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2013 - 6:21 من طرف المدير

» معنى الكلمات في اللغة الانكليزية
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2013 - 6:18 من طرف المدير

» الدكتور اياد عبد المجيد في سطور ... رفد
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:17 من طرف المدير

» إياد عبدالمجيد يقرأ صورة المرأة في شعر القبيلة
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:15 من طرف المدير

»  إياد عبدالمجيد يفكك جماليات النص الشعري
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:13 من طرف المدير

» طلبات التوظيف للعام الدراسي 2014/2013
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:09 من طرف المدير

» الفيزياء الجامعية - مبادئ الميكانيكا - تأليف الدكتور معن عبد المجيد ابراهيم 2013 مؤسسة الوراق
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:07 من طرف المدير

» لقاء الفنان ماضي حسن نعمة مع قناة السومرية.
هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 16 أغسطس 2013 - 7:05 من طرف المدير

منتدى الخصيب
 منتدى الخصيب .. هو تجمع عراقي عربي يهتم لكافة الفنون الاسلامية والادبية والعلمية ، وكل ماهو جديد ستجده في الخصيب ..

 

 هدى محمد صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin



عدد الرسائل : 1965
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

هدى محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: هدى محمد صلى الله عليه وسلم   هدى محمد صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 7 نوفمبر 2008 - 22:44

هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (75)
بسم الله الرحمن الرحيم

كَلامُ اللهِ تعالى (1)




اعْلَمْ أَنَّهُ ثَبَتَ بِالدَّلِيلِ النَّقْلِيِّ وَالْعَقْلِيِّ إِثْبَاتُ صِفَةِ الْكَلامِ للهِ، قَالَ اللهُ تعالى ' وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيمًا ' [سورة النساء، 164] وَفي لُغَةِ الْعَرَبِ إِذَا أُكِّدَ الْفِعْلُ بِالْمَصْدَرِ أَفَادَ تَأكِيدَ ثُبُوتِ ذَلِكَ وَتَكْلِيمًا مَصْدَرُ كَلَّمَ لأَنَّ الْمَصْدَرَ هُوَ الَّذِي يأتي ثَالِثًا في تَصْرِيفِ الْفِعْلِ. وَالدَّلِيلُ الْعَقْلِيُّ عَلَى ثُبُوتِ الْكَلامِ للهِ تعالى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّمًا لَكَانَ أَبْكَمَ وَالْبَكَمُ نَقْصٌ وَالنَّقْصُ مُسْتَحِيلٌ عَلَى اللهِ.



وَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى وَحْدَةِ كَلام اللهِ تعالى أَيْ أَنَّ كَلامَ اللهِ الَّذِي هُوَ صِفَتُهُ كَلامٌ وَاحِدٌ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً وَلا مُبَعَّضًا، وَقَدْ قَالَ إِنَّ كَلامَ اللهِ وَاحِدٌ الإمَامُ أَبُو عَلِيّ السَّكُونِيُّ الإشْبِيلِيُّ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَ وَحْدَةَ الْكَلامِ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ في كِتَابَيْنِ مِنْ كُتُبِهِ، وَأَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللهَ تعالى صِفَاتُهُ لا تُشْبِهُ صِفَاتِ خَلْقِهِ فَاللهُ مُتَكَلِّمٌ بِكَلامٍ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً لأَنَّ الْكَلامَ الَّذِي يَكُونُ بِالْحَرْفِ والصَّوْتِ وَاللُّغَةِ مَخْلُوقٌ وَاللهُ لا يَتَّصِفُ بِحَادِثٍ، وَالدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ الْحَرْفِ أَنَّ الْحَرْفَ يَدْخُلُهُ التَّعَاقُبُ وَهُوَ حُدُوثُ شَىْءٍ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ حَادِثًا وَعَدَمُهُ بَعْدَ حَدُوثِهِ وَذَلِكَ ظَاهِرٌ في الْحُرُوفِ فَإِنَّ مَنْ نَطَقَ بِـ ' بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم ' إِذَا نَطَقَ بِالسِّينِ انْتَفَتِ الْبَاءُ وَهَكَذَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ اللُّغَاتِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً ثُمَّ صَارَتْ مَوْجُودَةً، وَالدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ الصَّوْتِ أَنَّهُ يَكُونُ مِن اصْطِكَاكِ الأَجْرَامِ وَانْسِلالِ الْهَوَاءِ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في كِتَابِهِ الْفِقْهُ الأَكْبَرُ 'نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلآتِ وَالْحُرُوفِ وَاللهُ يَتَكَلَّمُ بِلا ءالَةٍ وَلا حَرْفٍ' اهـ. وَالآلآتُ هِيَ مَخَارِجُ الْحُرُوفِ كَالشَّفَتَيْنِ.



وَكَلامُ اللهِ الَّذي هُوَ غَيْرُ الْحَرْفِ وَالصَّوْتِ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لا يَنْقَطِعُ، لا يَجْوزُ على اللهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَسْكُتَ، فَالْكَلامُ الْقَائِمُ بِذَاتِ الله –أَيِ الثَّابِتُ لَهُ- لَيْسَ حَرْفًا وَصَوْتًا وَلُغَةً، هَذَا الْكَلامُ يَسْمَعُهُ الإنْسُ وَالْجِنُّ في الآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَلامُ الَّذي هُوَ حَرْفٌ وَصَوْتٌ وَلُغَةٌ كَالْقُرْءانِ الَّذي نَقْرَأُهُ بِالْحُرُوفِ وَالتَّوْرَاةِ الأَصْلِيَّةِ وَالإنْجِيلِ الأَصْلِيِّ وَالزَّبُورِ الأَصْلِيِّ هَؤُلاءِ عِبَارَاتٌ عَنْ كَلامِ اللهِ تعالى لَيْسَتْ عَيْنَ الْكَلامِ الذَّاتِيِّ.



وَلِفَهْمِ هَذَا الْمَوْضُوعِ كَمَا يَنْبَغي لا بُدَّ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ كَلامَ اللهِ لَهُ إِطْلاقَانِ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الصِّفَةُ الثَّابِتَةُ للهِ فَهُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ وَهَذَا الْكَلامُ الْوَاحِدُ أَمَرٌ وَنَهْيٌ وَوَعْدٌ وَوَعِيدٌ وَخَبَرٌ وَاسْتِخْبَارٌ وَتَبْشِيرٌ وَهَذَا لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ، وَهَذَا الْكَلامُ الَّذِي سَمِعَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ كَانَ في طُورِ سَيْنَاءَ وَذَلِكَ بِأَنْ أَزَالَ اللهُ عَنْ سَمْعِهِ الْحِجَابَ الْمَعْنَوِيَّ الْمَانِعَ مِنْ سَمَاعِ كَلامِ اللهِ فَسَمِعَ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ غَيْرِهِ، فَهَذَا الْكَلامُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ مَوْجُودٌ دَائِمًا أَمَّا سَمَاعُ مُوسى فَحَادِثٌ.



وَيُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى مَعْنَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَهَذَا اللَّفْظُ أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَخَلَقَ اللهُ صَوْتًا بِحُرُوفِ هَذَا اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ سَمِعَهُ جِبْرِيلُ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ تَألِيفِ بَشَرٍ وَلا مِنْ تَصْنِيفِ مَلَكٍ، وَالدَّلِيلُ على أَنَّهُ يُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ قَوْلُهُ تعالى ' وَإِنِ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ استجارك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ' [سورة التوبة، 6] أَيِ الْقُرْءانَ الْكَريمَ، وَقَوْلُهُ تعالى ' يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ ' [سورة الفتح، 15] وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكُفَّارَ يُرِيدُونَ تَبْدِيلَ الأَلْفَاظِ الْمُنَزَّلَةِ لا صفة الله.

والله أعلم وأحكم...



هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (76)
بسم الله الرحمن الرحيم

كَلامُ اللهِ تعالى (2)




مِنْ حَيْثُ أَصْلُ اللُّغَةِ كَلِمَةُ 'قُرْءان' مَصْدَرٌ مِنْ قَرَأَ يَقْرَأُ، وَمَعْنَاهُ: الْكَلامُ الْقَائِمُ بِالْمُتَكَلِّمِ. فَالْقُرْءَانُ بِحَسَبِ أَصْلِ اللُّغَةِ يَنْصَرِفُ إِلى كَلامِ اللهِ الْذَّاتِيِّ. لِذَلِكَ قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: 'الْقُرْءَانُ قَوْلُ اللهِ تعالى وَالْقَوْلُ صِفَةُ الْقَائِلِ وَالْقَائِلُ مَوْصُوفٌ بِهِ' اهـ وَقَالَ الْفَيُّومِيُّ في الْمِصْبَاحِ: 'وَإِذَا أُطْلِقَ انْصَرَفَ شَرْعًا إلَى الْمَعْنَى الْقَائِمِ بِالنَّفْسِ وَلُغَةً إلَى الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ لأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُقْرَأُ نَحْوُ كَتَبْتُ الْقُرْآنَ وَمَسِسْتُهُ' اهـ. فَعُلِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْقُرْءانَ عِنْدَ الإطْلاقِ يَنْصَرِفُ إِلى صِفَةِ اللهِ تعالى، وَصِفَاتُ اللهِ تعالى كُلُّهَا لا تُوصَفُ بِأَنَّهَا مَخْلُوقَة، لِذَلِك لَمْ يَرْضَ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنْ يُقَال 'الْقُرْءانُ مَخْلُوقٌ'، بَلْ قَالُوا عِنْدَ الإطْلاقِ لا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ الْقُرْءانُ مَخْلُوقٌ، لِذَلِكَ الإمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا رَضِيَ أَنْ يُطْلَقَ هَذَا اللَفْظُ 'القُرءانُ مَخْلُوقٌ' لأَنَّ الْقُرْءانَ بِحَسَبِ أَصْلِ اللُّغَةِ يَنْصَرِفُ إلى كَلامِ اللهِ الذَّاتِيِّ، وَحَتَّى لا يُتَوَهَّمَ حَدُوثُ الصِّفَةِ الْقَائِمَةِ بِذَاتِ اللهِ. أَمَّا عِنْدَ التَّقْييدِ فَيَجُوزُ، كَأَنْ يقالَ 'الْقُرْءَانُ بِمَعْنَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ مَخْلُوقٌ' فَهَذَا لا بَأسَ بِهِ. وَالْحَقُّ أَنْ يُقَالَ كَلامُ اللهِ لَهُ إِطْلاقَانِ يُطْلَقُ عَلَى مَعْنَى الصِّفَةِ الْقَائِمَةِ بِذَاتِ اللهِ وَهَذَا لا شَكَّ أَنَّهُ أَزَلِيٌّ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلا صَوْتٍ وَلا لُغَةٍ، وَيُطْلَقُ عَلَى مَعْنَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِي هُوَ مَكْتُوبٌ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَمَحْفُوظٌ في الصُّدُورِ وَمَتْلُوٌّ بِالأَلْسُنِ فَهَذَا لا شَكَّ أَنَّهُ حَادِثٌ مَخْلُوقٌ، وَلِتَقْرِيبِ هَذِهِ الْعِبَارَةِ إِلى الأَفْهَامِ قَالَ أَهْلُ الْحَقِّ إِنْ كَتَبَ كَاتِبٌ عَلَى لَوْحٍ حُرُوفَ لَفْظِ الْجَلالَةِ (الله) فَسَأَلَ سَائِلٌ مَا هَذَا؟ يَكُونُ الْجَوَابُ اللهُ فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الذَّاتَ الْمُقَدَّسَ حَلَّ في اللَّوْحِ إِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ عِبَارَةٌ عَنِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ فَالْعِبَارَةُ شَىْءٌ وَالْمُعَبَّرُ عَنْهُ شَىْءٌ ءاخَرُ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ تبارَكَ وَتعالى أَخْبَرَ في الْقُرْءانِ أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بِكَلامِهِ تعالى الأَزَلِيِّ الأَبَدِيِّ، كُلُّ مَا خَلَقَ اللهُ وَمَا سَيَخْلُقُهُ، مَا أَوْجَدَهُ وَمَا سَيُوجِدُهُ، وُجُودُهُ بِكَلامِ اللهِ تعالى، هَذَا مَعْنَى ' إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا إِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون ' [سورة يس، 82] مَعْنَى الآيَةِ أَنَّ الشَّىْءَ الَّذِي أَرَادَ اللهُ وُجُودَهُ يَخْلُقُهُ بِكَلامِهِ الأَزَلِيِّ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ في الْقُرْءَانِ بِـ ' كُن ' لَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّهُ يَنْطِقُ بِالْكَافِ وَالنُّونِ، النُّطْقُ بِالْكَافِ وَالنُّونِ مِنْ صِفَاتِنَا، ثُمَّ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللهَ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بِالْكَافِ وَالنُّونِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ بَعْدَ النُّطْقِ بِالْكَافِ وَالنُّونِ وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ لأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ إِثْبَاتَ الْحُدُوثِ للهِ لأَنَّهُ جَعَلَ اللهَ نَاطِقًا وَهَذَا مِنْ صِفَاتِ الْخَلْقِ، إِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّهُ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ الَّتي أَرَادَ وُجُودَهَا بِالْكَلامِ الأَزَلِيِّ الّذي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا، هَذَا مَعْنَى الآيَةِ ' إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون ' [سورة يس، 82]. وَأمَّا مَا يَقُولُهُ بَعْضُ النَّاسِ (سُبْحَانَ مَنْ أَمْرُهُ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّون) فَهُوَ كَلامٌ فَاسِدٌ، لا هُوَ قُرْءانٌ وَلا حَدِيثٌ وَلا هُوَ كَلامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبَيْنَهُمَا اخْتِلافٌ، الآيَةُ ظَاهِرُهَا –وَهُوَ لَيْسَ الْمَقْصُودَ- أنَّهُ بَعْدَ كُنْ يَخْلُقُ الشَّىْءَ وَأَمَّا هَذَا الْقَوْلُ فَمَعْنَاهُ يُخْلَقُ الشَّىْءَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ وَهُوَ مُخْتَلِفٌ مَعَ ظَاهِرِ الآيَةِ. الآيَةُ تُقْرَأُ كَمَا جَاءَتْ وَلا تُفَسَّرُ عَلَى الظَّاهِرِ أَمَّا ذَلِكَ الْكَلامُ الَّذي لا يُعْرَفُ مَصْدَرُهُ فَلا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ، بَعْضُ الآياتِ الْقُرْءانِيَّةِ مَنْ يَحْمِلُهَا عَلى الظَّاهِرِ يَهْلِكُ. اللهُ تعالى لِيَمْتَحِنَ عِبَادَهُ أَيْ لِيَبْتَلِيَهُمْ أَنْزَلَ ءاياتٍ مَنِ اعْتَقَدَ ظَاهِرَهَا ضَلَّ وَهَلَكَ وَللهِ أَنْ يَمْتَحِنَ عِبَادَهُ بِمَا شَاءَ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا في الْقُرْءانِ بِأَنَّ بَعْضَ الْقُرْءَانِ يُضِلُّ بِهِ بَعْضَ النَّاسِ وَيَهْدِي بِهِ بَعْضًا وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى ' يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا '، وَكُلُّ الْفِرَقِ الضَّالَّةِ الْمُدَّعِيةِ الإسْلامَ يَحْتَجُّونَ بِبَعْضِ الآيَاتِ. الْمُعْتَزِلَةُ الضَّالُّونَ يَأخُذُونَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تعالى ' لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ' وَأَهْلُ السُّنَّةِ يُخَالِفُونَهُمْ في تَفْسِيرِهَا، وَلِهَذِهِ الْعِبَارَةِ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ إِنَّ الْمُؤْمِنينَ يَرُوْنَ اللهَ في الْجَنَّةِ بِلا كَيْفٍ سَمَّوْا أَهْلَ السُّنَّةِ بِالْحَمِيرِ الْمُؤْكَفَةِ. وَالآيَةُ مَعْنَاهَا لا تَصِلُ إِلَيْهِ تَصَوُّرَاتُ الْعِبَادِ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِتَفْسِيرِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ لِقَوْلِهِ تعالى ' وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ' [سورة النجم، 42] قَالَ 'إِلَيْهِ يَنْتَهِي فِكْرُ مَنْ تَفَكَّرَ فَلا تَصِلُّ إِلَيْهِ أَفْكَارُ الْعِبَادُ' اهـ. لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْئًا يُتَصَوَّرُ وَلَيْسَ مَعْنَاهَا أَنَّ اللهَ لا يُرَى في الآخِرَةِ بَلْ يُرَى، يَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ في الآخِرَةِ بِلا كَيْفٍ وَلا مَكَانٍ، لا يُرَى كَمَا يُرى الْمَخْلُوقُ، الْمَخْلُوقُ يُرَى في جِهَةٍ وَمَكَانٍ وَلَهُ شَكْلٌ وَهَيْئَةٌ وَصُورَةٌ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ 'إِنَّ الَّذي يَجِبُ عَلَيْنَا وَعَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَهُ أَنَّ رَبَّنَا لَيْسَ بِذِي هَيْئَةٍ وَلا صُورَةٍ لأَنَّ الصُّورَةَ تَقْتَضِي الْكَيفِيَّةَ وَهِيَ عَنِ اللهِ وَعَنْ صِفَاتِهِ مَنْفِيَّةٌ' اهـ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maan2008.yoo7.com
 
هدى محمد صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الخصيب :: الخصيب الاسلامي-
انتقل الى: